هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين (
11 ) ) يقول - تعالى ذكره - : هذا الذي أعددت عليكم - أيها الناس - أني
خلقته في هذه الآية خلق الله الذي له ألوهة كل شيء ، وعبادة كل خلق ، الذي
لا تصلح العبادة لغيره ، ولا تنبغي لشيء سواه ، فأروني - أيها المشركون -
في عبادتكم إياه - من دونه من الآل...هة
والأوثان - أي شيء خلق الذين من دونه من آلهتكم وأصنامكم ، حتى استحقت
عليكم [ ص: 134 ] العبادة فعبدتموها من دونه ؟ كما استحق ذلك عليكم خالقكم ،
وخالق هذه الأشياء التي عددتها عليكم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل
التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ،
عن قتادة قوله : ( هذا خلق الله ) ما ذكر من خلق السموات والأرض ، وما بث
من الدواب ، وما أنبت من كل زوج كريم ( فأروني ماذا خلق الذين من دونه )
الأصنام الذين تدعون من دونه . وقوله : ( بل الظالمون في ضلال مبين ) يقول
- تعالى ذكره - : ما عبد هؤلاء المشركون الأوثان والأصنام من أجل أنها
تخلق شيئا ، ولكنهم دعاهم إلى عبادتها ضلالهم وذهابهم عن سبيل الحق ، فهم
في ضلال . يقول : فهم في جور عن الحق ، وذهاب عن الاستقامة . مبين يقول :
يبين لمن تأمله ، ونظر فيه وفكر بعقل أنه ضلال لا هدى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق