مناظره بين الامام الباقلانى وكبير بطارقه النصارى ------------------------------
-----------------------
يعتبر الإمام الباقلاني واحدا من العقول الجبّارة في فن المناظرة والجدل
وبسط الأدلة وفق مقتضيات المنطق العقلي، ومما يروى عنه في هذا السياق أنه
ناظر- ذات يوم- كبير بطارقة النصارى، فكان هذا الحوار الرائع الماتع: •
قال ال...بطريق:
هل انشق القمر لنبيكم حقا؟ • قال الباقلاني: نعم. • قال البطريق: فلماذا
لم يره إلا أهل مكة؟ • قال الباقلاني: يا هذا، هل نزلت المائدة على المسيح
حقا؟ • قال البطريق: نعم. • فقال له الباقلاني: فلماذا لم يرها أحد منكم؟
نحن قد آمنا بأن المائدة نزلت أيها البطريق، لأن الله تعالى أخبرنا بذلك
في القرآن الكريم، فآمنا به كل من عند ربنا. • قال البطريق للباقلاني:
أوما سمعت عن عائشة زوج نبيكم؟ أراد اللئيم أن يطعن أم المؤمنين- رضي الله
عنها- على غرار ما أثاره رأس المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول وأتباعه
المعاصرون!! ورد الباقلاني في شموخ: أيها البطريق، هما امرأتان في
التاريخ: امرأة لم تتزوج ومع ذلك ولدت، وامرأة تزوجت ولم تنجب.. ونحن
برأنا التي لم تتزوج وأنجبت ولدا، لأن الله برأها وقال لها: {يَا مَرْيَمُ
اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } (آل
عمران: 43)، وأنتم اتهمتم أم المؤمنين التي تزوجت ولم تنجب، والله برأها
من فوق سبع سموات وقال: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ
لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم
مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (النور: 26). فسكت البطريق هنيهة، ثم عاد
يقول أو على الأصح يهذي: نبينا أطهر من نبيكم.. عيسى أطهر من محمد.
148838_474034611379_32_opt.jpeg
قال الباقلاني وهو متعجب مما سمع: ولِـمَ؟ قال البطريق: لأن المسيح لم
يتزوج ومحمد تزوج. وسأل الباقلاني البطريق: أمتزوج أنت أيها البطريق؟ قال
البطريق: لا.. لأن الزواج نجاسة. فقال له الإمام الباقلاني: كيف تقول: إن
الزواج نجاسة، ولم تتزوج أنت، ومع ذلك قلتم: إن الله تزوج بمريم؟ فهل أنت
أطهر أم الله العلي القدير أيها البطريق؟! أنت لم تتزوج بقصد الطهارة، ومع
ذلك قلتم إن الله قد تزوج.. أأنت أطهر أم الله؟! وهنا ما كان من البطريق
إلا أن صرخ قائلا: وهو يرتعش من هول الحقيقة البازغة: يا إمام، والله لقد
قلت حقا ونطقت صدقًا، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق